أحكامُ الميمِ الساكنة:

وَالْمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي() قَبْلَ الْهِجَا *** لَا أَلِفٍ لَيِّنَةٍ لِذِي الْحِجَا
أَحْكَامُهَا ثَلاَثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ *** إِخْفَاءٌ ادْغَامٌ() وَإِظْهَارٌ فَقَطْ
فَالأَوَّلُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ() الْبَاءِ *** وَسَمِّهِ الشَّفْوِيَّ لِلْقُرَّاءِ
وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِمِثْلِهَا أَتَى *** وَسَمِّ إدْغَامًا صَغِيرًا يَا فَتَى
وَالثَّالِثُ الْإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّة *** مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّة
وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي *** لِقُرْبِهَا وَالِاتِّحَادِ فَاعْرِفِ

وَالْمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي() قَبْلَ الْهِجَا *** لَا أَلِفٍ لَيِّنَةٍ لِذِي الْحِجَا
تقييد يعني هذا الكلام لا يكون إلا حال سكون الميم أي أنها تكون خالية من الحركات فيقول:
إن سكنت الميم تأتي قبل حروف الهجاء لكنها لا تأتي أبدا قبل الألِف اللينة -واللألِف اللينة هي أي ألِف مادية كانت أو ألِف لين أي أتت في وسط الكلمة أو آخِرِها- ولا تأتي الميم الساكنة قبلها إطلاقا لأنها يجب أن يكون ما قبلها مفتوح.
وأيضا لا تأتي الميم الساكنة قبل أي حرف من حروف المد.
عندما نقول الميم الساكنة تأتي قبل حروف الهجاء، هل هذه العبارة صحيحة أَم خطأ؟
خطأ؛ لأنها لا تأتي قبل الألِف الليِنة.
ذي الحِجا هو صاحب العقل.
الميم الساكنة ثابتة خطاًً ولفظاً، وصلاً ووقفاً، تأتي في الأسماء والأفعال والحروف، وتأتي متوسطة ومتطرفة.
أمثلة:
أنعمْت، الحمد، لهم ما يشاءون، أم اتخذوا.

أَحْكَامُهَا ثَلاَثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ *** إِخْفَاءٌ ادْغَامٌ() وَإِظْهَارٌ فَقَطْ
ولها ثلاثة أحكام تقع عليها إذا سكنت:
الإخفاء والإدغام والإظهار، لمَن ضبَط يعني لمَن حفظ وطبق الأحكام.

فَالأَوَّلُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ() الْبَاءِ *** وَسَمِّهِ الشَّفْوِيَّ لِلْقُرَّاءِ
أول حُكم هو الإخفاء ويُسمى الإخفاء الشفوي:
الإخفاء الشفوي:
تعريفه: أن تأتي الميم الساكنة وبعدها حرف الباءفتُخفى مع بقاء الغُنَّة بدون ضغط على الشفة، وسُمِيَ شفويا لأن الميم والباء يخرجان من الشفتين.
يأتي الإخفاء الشفوي في كلمتين فقط، ولا يأتي في كلمة واحدة.
أمثلة:
يعتصم بالله، وما هم بمؤمنين، فاحكم بينهم، تعرفهم بسيماهم.
الفرق بين الإقلاب والإخفاء الشفوي:
الإقلاب يأتي من كلمة وكلمتين، الإخفاء الشفوي لا يأتي إلا من كلمتين.
في الإقلاب تكون الميم ليست أصلية فهي منقلبة عن النون، في الإخفاء الشفوي الميم أصلية من بِنيَة الكلمة.

وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِمِثْلِهَا أَتَى *** وَسَمِّ إدْغَامًا صَغِيرًا يَا فَتَى
الحكم الثاني وهو الإدغام الشفوي:
تعريفه: إدخال ميم ساكنة في أخرى متحركة بحيث يصيران حرفا واحدا مُشددا مع الغُنَّة.
يُعرف هذا النوع من الإدغام بإدغام المتماثلين الصغير، نقول متماثلين لأنهما حرفين يخرجان من مخرج واحد ولهما نفس الصِفات، ولتماثلهما في الاسم والرسم،
وصغير؛ لأن الحرف الأول ساكن والثاني متحرِك.
أمثلة:
لهم ما يشاءون إنَّكم ماكثون، إن كنتم مؤمنين.

وَالثَّالِثُ الْإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّة *** مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّة
الحكم الثالث وهو الإظهار:
الإظهار هو: البيان والوضوح.
واصطلاحا: إظهار الميم الساكنة إذا وقع بعدها أي حرف عدا الميم والباء.
يأتي في كلمة أو كلمتين.
أمثلة:
أموالكم، لهم جنّات، عليهم دائرة.
انتباه لإظهار الواو والفاء وعدم إخفاءهما
وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي *** لِقُرْبِهَا وَالِاتِّحَادِ فَاعْرِفِ
الواو تتحد مع الميم في المَخرَج، والفاء قريبة منها.
لماذا أظهرنا إذن الميم مع الواو والفاء بالرغم من تجانُس الواو وتقارُب الفاء؟
لا تُدغَم في الواو حتى لا يحدُث لبس على السامع فلا يعرف أكانت المُدغمة هذه ميم أو نون.
أما بالنسبة للفاء فلا تُدغم فيها لقوة الميم وضعف الفاء، ولا يُدغم القوي في الضعيف.

هذا وبالله التوفيق.

لا تنسَ ذكر الله.